فصل: تفسير الآية رقم (69):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لأسعد حومد



.تفسير الآية رقم (61):

{اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (61)}
{الليل}
(61)- وَاللهُ الخَالِقُ البَارِئُ الذِي لا تَصِحُّ العِبَادَةُ إِلا لَهُ، هُوَ الذِي جَعَلَ اللَّيْلَ لِلسُّكُونِ وَالرَّاحَةِ مِنَ الحَرَكَةِ، وَهُوَ الذِي جَعَلَ النَّهَارَ مُضِيئاً لِيَسْتَطِيعَ النَّاسُ فِيهِ الإِبْصَارَ لِيتَصَرَّفُوا فِيهِ فِي طَلَبِ مَعَاشِهِمْ، وَمُزَاوَلَةِ أَعْمَالِهِمْ فَهُوَ المُتَفَضِّلُ عَلَى النَّاسِ بِالنِّعَمِ التِي لا تُحْصَى، وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ يَجْحَدُونَ بِهِذِهِ النِّعَمِ، وَلا يَعْتَرِفُونَ بِهَا، وَلا يَشْكُرُونَ الخَالِقَ عَلَيْهَا.
مُبْصِراً- مُضِيئاً لِيَسْتَطِيعَ النَّاسُ العَمَلَ فِيهِ.

.تفسير الآية رقم (62):

{ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (62)}
{خَالِقُ}
(62)- وَالذِي فَعَلَ ذَلِكَ كُلَّهُ، وَأَغْدَقَ عَلَيْكُم النِّعَمَ التِي لا تُحْصَى، هُوَ اللهُ، وَهُوَ رَبُّكُم الوَاحِدُ الأَحَدُ، وَلا إِلهَ غَيْرُهُ، فَكَيْفَ تُصْرَفُونَ عَنِ الحَقِّ تَتْرُكُونَ عِبَادَةَ اللهِ تَعَالَى، وَتَعْبُدُونَ غَيْرَهُ؟
فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ- فَكَيْفَ تُصْرَفُونَ عَنْ تَوْحِيدِهِ.

.تفسير الآية رقم (63):

{كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (63)}
{بِآيَاتِ}
(63)- كَذَلِكَ يُصْرَفُ مُشْرِكُو قُرَيْشٍ عَنْ عِبَادَةِ اللهِ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، كَمَا صُرِفَ الذِينَ كَانُوا قَبْلَهُمْ عَنِ الحَقِّ، فَعَبَدُوا غَيْرَ اللهِ، وَجَحَدُوا بِآيَاتِهِ، بِلا دَلِيلٍ وَلا بُرُهَانٍ عَلَى صِحَّةِ مَا يَفْعَلُونَ، وَإِنَّمَا فَعَلُوا ذَلِكَ بِمُجَرَّدِ الهَوَى والجَهْلِ والتَقْلِيدِ.
يُؤْفَكُ- يُصْرَفُ عَنِ التَّوْحِيدِ والإِيْمَانِ.

.تفسير الآية رقم (64):

{اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (64)}
{الطيبات} {العالمين}
(64)- وَاللهُ المُسْتَحِقُّ لِلْعِبَادَةِ والذِي لا تَنْبَغِي العِبَادَةُ لِغَيْرِهِ، هُوَ الذِي جَعَلَ الأَرْضَ لِلنَّاسِ قَراراً يَسْتَقِرُّونَ عَلَيْهَا، وَيَعِيشُونَ مِنْ خَيْرَاتِهَا، وَيَتَصَرَّفُونَ بِهَا، وَجَعَلَ لَهُم السَّمَاءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً (بِنَاءً)، وَخَلَقَ النَّاسَ فَأَحْسَنَ خَلْقَهُمْ، وَصَوَّرَهُمْ فَأَحْسَنَ تَصْوِيرَهُمْ، فَتَبَارَكَ اللهُ تَعَالَى وَتَقَدَّسَ، فَهُوَ رَبُّ العَالَمِينَ.
الأَرْضَ قَرَاراً- مُسْتَقَرّاً يَعِيشُونَ فِيهَا.
السَّمَاءَ بِنَاءً- سَقْفاً مَرْفُوعاً مَحْفُوظاً.

.تفسير الآية رقم (65):

{هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (65)}
{العالمين}
(65)- وَاللهُ تَعَالَى هُوَ رَبُّ العَالَمِينَ أَوَّلاً وَأَبْداً، وَهُوَ الأَوَّلُ والآخِرُ، والظَّاهِرُ والبَاطِنُ، لا نَظِيرَ لَهُ وَلا عَدِيلَ، فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الطَّاعَةَ، مُوَحِّدِينَ، مُقِرِّينَ بِأَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ، وَقُولُوا: الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ نَحْمَدُهُ تَعَالَى وَنُسَبِّحُهُ، فَهُوَ مَالِكُ كُلِّ شَيءٍ فِي الوُجُودِ.

.تفسير الآية رقم (66):

{قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (66)}
{البينات} {العالمين}
(66)- وَقُلْ يَا مُحَمَّدُ لِهَؤُلاءِ المُشْرِكِينَ: إِنَّ اللهَ تَعَالَى نَهَانِي، وَنَهَى خَلْقَهُ جَمِيعاً، فِي القُرْآنِ الذِي أَنْزَلَهُ عَلَيَّ، أَنْ نَعْبُدَ مِنْ دُونِهِ مَا تَعْبُدُونَ أَنْتُمْ مِنَ أَصْنَامٍ وَأَوْثَانٍ، وَأَمَرَنِي بِأَنْ أَنْقَادَ إِلَيهِ، وَأَنْ أُخْلِصَ لَهُ دِينِي، لأَنَّهُ تَعَالَى رَبُّ العَالَمِينَ جَمِيعاً.
أَنْ أُسْلِمَ- أَنْ أَنْقَادَ وأُخْلِصَ دِينِي.

.تفسير الآية رقم (67):

{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67)}
(67)- وَاللهُ تَعَالَى هُوَ الذِي بَدأ خَلْقَ أَبِيكُمْ آدَمَ مِنَ التُّرَابِ، ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ يَتَوَالَدُونَ مِنْ نُطْفَةٍ تَخْرُجُ مِنْ صُلْبِ الرَّجُلِ وَتَسْتَقِرُّ فِي رَحِمِ الأُنْثَى، فَتَتَلَقَّحُ البُوَيْضَةُ، وَيَتَطَوَّرُ الحَيَوَانُ المَنَوِيُّ إِلَى عَلَقَةٍ، ثُمَّ يَسْتَمِرُّ مُتَقَلِّباً فِي أَطْوَارٍ شَتَّى حَتَّى يَخْرُجَ طِفْلاً فِي نِهَايَةِ الأَمْرِ؛ وَيَبْدَأُ الإِنْسَانُ حَيَاتَهُ ضَعيفاً، ثُمَّ يَتَدَرَّجُ فِي التَقَدُّمِ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَمُنْتَهَى قُوَّتِهِ، ثُمَّ يَبْدَأُ فِي التَّرَاجُعِ، وَيَنْحَدِرُ إِلَى الشَّيْخُوخَةِ والهَرَمِ. وَمِن النَّاسِ مَنْ يُتَوفَّى قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ الشَّيْخُوخَةَ بِأَمْرِ اللهِ؛ وَيَفْعَلُ اللهُ ذَلِكَ لِيَبْلُغَ النَّاسُ الأَجَلَ المُسَمَى، وَهُوَ يَوْمُ القِيَامَةِ، وَليُدْرِكُوا العِبَرَ مِنْ هَذَا التَّنَقُّلِ فِي أَطْوَارِ التَّكْوِينِ والحَيَاةِ.
لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ- كمَالَ عَقْلِكُمْ وَقُوَّتِكُمْ.

.تفسير الآية رقم (68):

{هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (68)}
(68)- وَقُلْ لَهُمْ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللهَ هُوَ الذِي يُحْيي مَنْ يَشَاءُ بَعْدَ مَمَاتِهِ وَيُمِيتُ مِنْ يَشَاءُ مِنَ الأَحْيَاءِ، وَإِذَا أَرَادَ كَوْنَ شَيءٍ فِإِنَّهُ يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ لِفَوْزِهِ. وَأَمْرُهُ تَعَالَى لا يُعَانَدُ وَلا يُمَانَعُ وَلا يَتَكَرَّرُ {وَمَآ أَمْرُنَآ إِلا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بالبصر} قَضَى أَمْراً- أَرَادَ إِيجَادَ شَيءٍ.

.تفسير الآية رقم (69):

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ (69)}
{يُجَادِلُونَ} {ا آيَاتِ}
(69)- أَلا تَعْجَبُ يَا مُحَمَّدُ مِنْ هَؤُلاءِ المُكَذِّبِينَ بِآيَاتِ اللهِ، والَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي الحَقِّ بِالبَاطِلِ، كَيْفَ تُصْرَفُ عُقُولُهُمْ عَنْ الهُدَى إِلَى الضَّلالَةِ؟
أَنَّى يُصْرَفُونَ- كَيْفَ يُصْرَفُونَ عَنِ الآيَاتِ مَعَ وُضُوحِهَا.

.تفسير الآية رقم (70):

{الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (70)}
{بالكتاب}
(70)- وَهَؤُلاءِ المُبْطِلُونَ الذِينَ يُجَادِلُونَ فِي الحَقِّ بِالبَاطِلِ هُمُ الذِينَ كَذَّبُوا بِالقُرْآنِ، وَبِجَمِيعِ مَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا مِنْ إِخْلاصِ العِبَادَةِ للهِ، وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ مَا يَكُونَ عَلَيْهِ مَصِيرُهُمْ فِي الآخِرَةِ.

.تفسير الآية رقم (71):

{إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ (71)}
{الأغلال} {أَعْنَاقِهِمْ} {السلاسل}
(71)- إِذ تُجْعَلُ الأَغْلالُ والسَّلاسِلُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَيُسْحَبُونَ بِهَا يُسْحَبُونَ- يُجَرُّونَ.
الأَغْلالُ- القُيُودُ.

.تفسير الآية رقم (72):

{فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ (72)}
(72)- وَيُسْحَبُونَ بالسَّلاسِلِ فِي النَّارِ، والأَغْلالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ، ثُمَّ تُمْلأُ بِهِم النَّارُ لِيَكُونُوا وَقُوداً لَهَا.
سُجِرَ التَّنورُ- أُضْرِمَ فِيهِ النَّارُ.

.تفسير الآية رقم (73):

{ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ (73)}
(73)- ثُمَّ يُقَالُ لَهُمْ عَلَى سَبِيلِ التَّقْرِيعِ والتَّوْبِيخِ: أَيْنَ الأَصْنَامُ التِي كُنْتُمْ تُشْرِكُونَهَا فِي العِبَادَةِ مَعَ اللهِ؟

.تفسير الآية رقم (74):

{مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ (74)}
{نَّدْعُواْ} {الكافرين}
(74)- وَأَيْنَ المَعْبُودَاتُ التِي كُنْتُمْ تَعْبُدُونَهَا مِنْ دُونِ اللهِ فَادْعُوهُمْ لِيُنْقذُوكُمْ مِمَّا أَنْتُمْ فِيهِ مِنَ البَلاءِ والعَذَابِ؟ فَيَردُّونَ قَائِلِينَ: إِنَّهُمْ غَابُوا عَنْهُمْ، وَلا يَعْرِفُونَ لَهُمْ مَكَاناً، وَلا يَرْجُونَ مِنْهُمْ نَفْعاً، ثُمَّ يَجْحَدُونَ عِبَادَتَهُم الأَصْنَامَ، وَيَقُولُونَ إِنَّهُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ اللهَ وَحْدَهُ، وَلَمْ يَكُونُوا يَدْعُونَ آلهَةً أُخْرَى غَيْرَ اللهِ. وَهَذَا كَقَوْلِهِمْ: {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلا أَن قَالُواْ والله رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} (وَقِيلَ أَيْضاً إِنَّ المَعْنَى هُوَ: أَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَدعُونَ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا شَيئاً يُعْتَدُّ بِهِ مِنَ الأَرْبَابِ) وَهَكَذَا يُضِلُّ اللهُ الكَافِرِينَ، فَلا يَنْتَفِعُونَ بِشَيءٍ مِنْ أَعْمَالِهِمْ.

.تفسير الآية رقم (75):

{ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ (75)}
(75)- وَيُقَالُ لَهُمْ إِنَّ هَذَا الذِي أَنْتُمْ فِيهِ مِنَ العَذَابِ والنّكَالِ، هُوَ جَزَاءٌ لَكُمْ عَلَى فَرحِكُمْ فِي الدُّنْيَا بِغَيْرِ الحَقِّ، وَمَرَحِكُمْ وَإِشْرَاكِكُمْ فِيهَا، وَتَمَتُّعِكُمْ بِاللَّذَّاتِ.
تَفرحُونَ- تَبْطَرُونَ.
تَمْرَحُونَ- تَخْتَالُونَ كِبَراً وَبَطَراً.

.تفسير الآية رقم (76):

{ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (76)}
{ا أَبْوَابَ} {خَالِدِينَ}
(76)- فَادْخُلُوا الآنَ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ لِتقِيمُوا فِيهَا خَالدِينِ أَبْداً، وَبِئْسَ جَهَنَّمُ مَنْزِلاً وَمُقَاماً لِلْمُتَكَبِّرِينَ عَلَى اللهِ فِي الدُّنْيَا.
مِثْوَى المُتَكَبِّرِينَ- مَأْوَاهُمْ وَمَقَامُهُمْ.

.تفسير الآية رقم (77):

{فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (77)}
(77)- يَأْمُرُ اللهُ تَعَالَى رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم بِالصَّبْرِ عَلَى تَكْذِيبِ مَنْ كَذَّبَ مِنْ قَوْمِهِ، فَإِنَّ اللهَ سَيُنْجِزُ وَعْدَهُ، وَسَيُظْهِرُهُ بِأَعْدَائِهِ، وَسَيُنْزِلُ العِقَابَ بِالمُكَذِّبِينَ فِي الدُّنْيَا والآخِرَةِ. ثُمَّ يَقُولُ لَهُ: إِمَّ أَنْ يُرِيَهُ فِي حَيَاتِهِ بَعْضَ الذِي يَعِدُهُمْ مِنَ العَذَاب والنَّقْمَةِ، كَالقَتْلِ والأَسْرِ فِي بَدْرٍ، فَذَلِكَ مَا يَسْتَحِقُّونَهُ، وَإِمَّا أَنْ يَتَوَفَّاهُ اللهُ قَبْلَ أَنْ يُنْزِلَ بِهِم عُقُوبَتَهُ وَعَذَابَهُ فَإِنَّهُ سَيُعَاقِبُهُمْ فِي الآخِرَةِ عِقَاباً شَدِيداً حِينَمَا يُرْجَعُونَ إِلَيهِ يَوْمَ القِيَامَةِ.

.تفسير الآية رقم (78):

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ (78)}
{بِآيَةٍ}
(78)- يَقُولُ اللهُ تَعَالَى لِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّهُ تَعَالَى قَدْ أَرْسَلَ قَبْلَهُ رُسُلاً إِلَى أَقْوَامِهِمْ، مِنْهُمْ مَنْ ذَكَرَ اللهُ لَهُ أَخْبَارَهُمْ فِي القُرْآنِ وَهُمْ خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ يَقْصُصِ اللهُ أَخْبَارَهُمْ عَلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم.
وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ الغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: «قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ كُمْ عَدَدُ الأَنْبِيَاءِ؟ قَالَ مِئَةُ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفاً، الرُّسُلُ مِنْ ذَلِكَ ثَلاثُمِئَةٍ وَخَمْسَةََ عَشَرَ جَمّاً غَفِيراً». رَوَاهُ أَحْمَدُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ.
وَلَمْ يَكُنْ لأِحَدٍ مِنَ الرًّسُلِ أَنْ يَأْتِيَ قَوْمَهُ بِمُعْجِزَةٍ إِلا أَنْ يَأْذَنَ اللهُ بِذَلِكَ، فَيَدُلُّ ذَلِكَ عَلَى صِدْقِهِ فِيمَا جَاءَهُمُ بِهِ. فَإِذَا نَزَلَ عَذَابُ اللهِ وَنَكَالُهُ بِالمُكَذِّبِينَ قُضِيَ بِالحَقِّ وَالعَدْلِ. فَيُنَجِّي اللهُ رُسُلَهُ والمُؤْمِنِينَ مَعَهُمْ، وَيُهْلِكُ الكَافِرِينَ الذِينَ افْتَرَوْا عَلَى اللهِ كَذِباً.